قذافينا وقذافيكم

من خلال متابعتي لخطاب القائد الاخ العقيد الفاتح معمر القذافي , وإلى الآن لا أعلم مالذي قام بفتحه , وجدت تشابهاً كبيراً بين مابرره وبين ما يطلقه وبين مايقوله من تفنيد مع أنه لم يقل شيئاً مفيداً , وما قامت ببثه قنوات الإعلام العاهر , وساعدها على ذلك تخطيط عبقري من بيروقراطيين ظنوا ان الناس لازالت تصدق وتثق بماتبثه القناة الارضيه من برنامج مساء الاخير الى موجز نشرة الاخبار ومن ثم النشرة بالتفصيل الى أغنيه قديمه , وصولاً إلى السهره , فلم عربي قديم "جدي شافه يومنه بزر" وللحين انا اشوفه. وإجتمع بين هذا وذاك حلقات وصل متعدده كانت عبارة عن مسميات متعدده , ناشط , باشط يعني حاد , كاتب , صحفي , مؤرخ , ناقد , ليكملو فلم الضحك على الذقون , العرب مامر عليها يوتيوب أو فيس بوك أو تويتر أو " شباب ملقف كلن مطلع موبايله ويصور الرايح واللي راد وطايح نشر بهالمواقع " , جماعتنا البيروقراطيين للحين عايشين في زمن التلفون الفر , العقيد معمر القذافي وأظنه كان عقيداً في زمن الغفله فأعتقد ما أهله أن يكون عقيداً في ذاك الزمن لربما هو استطاعته أن يكتب اسمه بين قبائل كانت تتقاتل على كرامة النعجه التي هدرت من ضربة عصاة راعي يسرح بها , يقول الاخ القائد أن الخارجين بهذه المظاهرات ماهم الا خونه وسكارى , ولم يلتفت لمطالبهم وطالبهم أن يتوجهوا الى اللجان الشعبيه والبلديات , وهو ذاته ماشاهدناه وسمعناه أن البدون الذين خرجوا معتصمين إنما هم مخربين والأحرى بهم ان يتوجهوا إلى الجهاز المركزي ليطالبوه بالحل فيشير عليهم رئيس الجهاز أن ينتظروا خمس سنين أخر حتى تكتمل الحلول , وإن أرادوا أن يقوموا بإنجاز معاملة فلابد عليهم أن يرجعوا للجهاز لكي يعطيهم تصريحاً بإنجاز تلك المعامله , لجان الثوره الشعبيه والبلديات لاتختلف في هيكلتها عن جهازنا المركزي ولجنته المقبوره ولا عن جهازها التنفيذي سيئ الذكر, فاللجان بنات تلك اللجان , وإقلب اللجنه على فمها تطلع اللجنه شبه أمها , العقيد معمر رآى أن المتظاهرين يريدون بالبلاد شراً , ولكن لم يفكر ولو للحظه ماهو سبب خروجهم , ولا هي مطالبهم وماهي إحتياجاتهم , وبالعقليه القندرجيه القديمه أطلق أحكامه عليهم أنهم مخربون , فسقه , جرذان , مدمنو مخدرات , مساطيل , يريدون التعدي على البترول وأن يعيدوكم للظلام , وأن يقطعوا عليكم الكهرباء والماء , وأن يقتلو أبنائكم من القوات الأمنيه والجيش , وعلى هذه فقس , وياعسى لك قلب وياعساك وسيع بطان واشبع قهر , فما رأيناه وسمعناه لا يرتقي شرفاً عما تفوه به هذا الرقله , قالو انهم مخربين , وعملاء وبعثيين ويريدون أن ينهبو ثروات البلد ومزورين , عديمي الأصل , كاوليه وقالوها صراحه , تهجمو على قوات الأمن وضربوهم ودمروا الممتلكات العامه من دوريات وسيارات تابعة لمنشئات أمنيه , لم يقف أحد منهم بينه وبين نفسه مفكراً بنية خالصه , أيعقل أن يخرج هؤلاء " فسقه وبطر " , ولكن لايختلف قذافيهم عن قذاذيفنا , الجيش الليبي قام يقصف المتظاهرين , وأشد تسليح يمتلكونه هو عصي وهراوات ولربما بعض الأسلحه الرشاشه , فلم يرى في نفسه أنه كفر بهم وإنما قام بصد طغيانهم وعتوهم , وماجرى على البدون أنهم رشقو الحجاره على من رماهم بالقنابل المسيلة للدموع والقنابل الدخانيه , فلم يقل أحد أن هذا تعسف وإفراط في إستخدام القوه , إنما الكل هلل وكبر وحج واعتمر على هذا النصر العظيم , فلم يعو أن هناك أعين تتربص وتراقب وتعرف أن الرد على ضربة حجر بقنبلة دخانيه هو حتماً قمع , فسبحان من جعل رصيف عبيد الذي تعثر به هو ذاته الحجر الذي رماهم.