عيال الشعبيات

علامة مسجله بإمتياز الطنازه على خلق الله , هكذا نحن جعلنا لأنفسنا تراث نتوارثه فيما بيننا تهكماً على كل ماحولنا , لابد وأن نجد مانستنقص به المقابل وإن لم نجد "تبلينا عليه" بنعت ليس هو بحامله , من لم يعجبنا إختياره لتناسق ألوان مايرتديه ولم يوفق بخياراته في مظهره الخارجي وصفناه بـ ..... وصف مفرد لمن ينتمي لقبيلة كريمة تسكن بادية الشام , ولا أعلم ماعلاقة أسم هذه القبيلة بلخبطة الألوان في الملابس , من لم يعتني بهندامه " هيلق " , من يتكلم بلهجة قبيلته الأم " معيـ...." , لاشك أن الأمر برمته ماهو إلا تنابز بالألقاب وإزدراء بالآخر فقط لأجل الإزدراء , وتطاولنا بتوسيع دائرة التمسخر على عباد الله , في أعراقهم ومذاهبهم وأنسابهم , غروراً منا بكمال كل مافينا , كثيراً ماترددت هذه الكلمه على مسامعي , قطعاً كسخرية وقصد " التملطش في خلق الله " لا للمدح والإطراء لهم ولأمهم , ودائماً تقال عندما يدرك قائلها أنها آخر سلاح يرمي به للفكاك من السيل الجارف الذي أودى به من مقارعة هؤلاء العيال البدون .


الشعبيات , لمن لايعرفها فهي إسم لمنطقتان في الكويت إحداها في وسط مدينة الجهراء والأخرى هي منطقة الصليبيه , قامت بإنشاءها الحكومه الكويتيه في عام 1979 كمساكن لعائلات أفراد قواتها المسلحه ورجال الأمن من البدون , وبعض المطلقات والأرامل الكويتيات , بيوت شعبيه 200متر مربع صممت على دور واحد بنظام عربي , اليوم عفى عليها الدهر وأكل وشرب وهضم , بيوت تحيط بها صفائح الالمونيوم من جهاتها الاربع , كثافة سكانيه خانقه في محيطها 13 فرد في 200 متر مربع على اقل تقدير , جدران مهما رممت تآكلت , وأساسات عمقها 30Cm نخرتها الأرضه , يفزع النائم في أول بيت من صوت نغمة رنين موبايل وضع على طاوله في حجره في سابع بيت لشدة تلاصق جدران المنازل في بعضها , المار بمحاذاتها إن إلتفت لما يقابلها من مباني ورآها يعرف ماهو المقصود بالنهضة العمرانيه لمدينة دبي والكارثه الإنسانيه في حيدر آباد , تململ الإسفلت من حجارة رصيفه لشدة قدمها , لو إختبرت شركة بنتلي ورولز رويس سياراتها في شوارعها لعرفتا أي هشاشة في ما صنعتا , إسفلت يشكو جراحه وبين كل حفرة وحفرة حفر , كل هذا في دولة موازنتها السنويه 100 مليار دولار , يعاب على أهلها أنهم ساكنيها , ويعيرون بسوءة لم يقترفوها , وكأن مناقصة إنشاءها رست على أجدادهم وآبائهم , إن كانوا يوصفون نكايةً بهم " عيال الشعبيات " إحتقاراً لها وتنكيلاً بمبانيها وإزدراءاً لتهالكها , فالأولى أن نبحث عن آباء الشعبيات لا ابناءها , فهم من أجرم بها وبحقها وجعلها عرضة للسخريه والإستخفاف , بنيت منطقة تيماء والصليبيه على عهد وزير الإسكان السيد حمد مبارك العيار في فترة توليه تلك الحقيبه في عام 1978 ولأن منطقتي الشعبيات " تيماء والصليبيه" وزعتا وقسمتا وأنشأتها في عهده فهو يعد الأب الروحي والأب الأول للشعبيات , وبدأت سلسلة الآباء أب يتلوه أب فخلفه على ابوة الشعبيات وزير الإسكان حمد عيسى جاسم الرجيب ثم وزير الإسكان عبدالرحمن إبراهيم الحوطي ثم وزير الإسكان ناصر عبدالله الروضان ثم وزير الإسكان يحيي فهد السميط ثم وزير الإسكان  محمد عبدالمحسن العصفور ثم وزير الإسكان حبيب جوهر حيات ثم وزير الإسكان د.عبدالله راشد الهاجري ثم وزير الإسكان جاسم محمد العون ثم وزير الإسكان د.عادل خالد  الصبيح ثم وزير الإسكان فهد دهيسان زبن الميع ثم وزير الإسكان بدر ناصر الحميدي ثم وزير الإسكان عبد الواحد محمود العوضي ثم وزير الإسكان موضي عبدالعزيز الحمود ثم وزير الإسكان الشيخ أحمد الفهد , خمسة عشر أب للشعبيات كانوا راعين لها وهم مسؤولين عن رعيتهم , وهم اصحاب القرار والكلمة النافذه , إن هؤلاء الآباء هم أولى وأحق أن توجه لهم تلك الإزدراءات والتهكم والسخريه لأنهم هم من كانو في موضع سلطه وقرار , وكانوا أصحاب المسؤولية المباشره في تدبير شؤون إبنتهم شعبيات, وهم من كان بيدهم الحل في إنقاذ إبنتهم و"عيالها" , ولكن كما هو معمول به ومتعارف دائماً يتحمل الأبناء أخطاء آبائهم. ياآباء الشعبيات


أربعة من أخوال الشعبيات وخالة تقدموا بإقتراح للجهات المعنيه في دولة الكويت بتقديم منحه عاجله للمساهمه في بناء البيوت العشوائيه في مصر وهم خالد السلطان، ودليهي الهاجري، ومعصومة المبارك، ومبارك الخرينج، وصالح عاشور , ألا تستحق بنت أختكم وابناءها إلتفاتة منكم؟!


أتقدم بطلب لصاحب الفخامه الملك حمد آل خليفه ملك مملكة البحرين أن يهب لنا عين عذاري فنحن أهل لها ونحن المصداق الحقيقي للمثل الذي أطلق عليها.