2011/05/29

إنه التحدي لبلد يعشق التحدي

نشرت هذه المقال في جريدة الراية القطريه بتاريخ 29/5/2011
http://www.raya.com/articles/freeforum/Pages/2011-5-28-496.aspx


بمسيرها المتثاقل في حقبة مضت سعت جاهدةً اللحاق بقريناتها, لمواكبة التطور المحيط بها ومن حولها، حاولت أن تضع لها بصمة تُعرف بها وتميزها عمن سواها, احتفظت بأصالتها وعراقتها وطيب منبعها، وظلت كما هي عنصراً فعالاً في توجيه طريق الخير لمسلكه الصحيح, لربما لم تتهيأ لها تلك الظروف، ولم تستغل ماتمتلك من قدرات ومؤهلات، ولم تتعرف عن قرب على ماهو مكنون بها من منابع قوة، فآثرت أن تتريث وتعيد حساب خطواتها، وتتعرف على نفسها حق المعرفة، فكرت وأردفته عملاً دؤوباً متقناً، أعلنت عن بدء مسيرها بخطى ثابتة لاترفع قدماً عن أرض إلا وكانت تريد لها استقراراً على أخرى أعلى وأصلب، خطىً بوتيرةٍ متفاوتة ولكنها مدروسة يحكمها الموقف وتداعياته، أخذت العظة من فشل تجارب غيرها، واستغرقت تفكيراً في نجاح تجارب أقرانها، فأذهلت أهل العقول بهمتها وعزمها، فأجبرت شانئها مرغماً أن يقول هاهي ذا، فأعلنت عن نفسها
ها هنا قطر.. جعلت دولة قطر المنافس الأول لها هو نفسها، ساعيةً للتغلب على معوقاتها التي تعيق تقدمها وتطورها، وما اصعب أن يتحدى وينافس المرء نفسه، ومن ثم انتقلت لمنافسة ومقارعة جهابذة التطور والتقدم وأعلام النجاح ورؤوس الإنجاز، وصار حقيقاً على كل كارهٍ أو محب أن يقر بانتصارها على نفسها وأقرانها, فأدخلت السرور في نفوس ثلة من المحبين، وقليل من الغابطين الذين تمنوا أن يكون لهم مثلما كان لها من تألق وزهو ورفعة.

إن دولة قطر مقبلة على حدث رياضي استثنائي، ويفصلنا عن يوم الحسم إحدى عشرة سنة، لكي يكون أو لايكون.عقد كامل وسنة مدة كافية لتطوير أنفسنا واكتساب خبرات تؤهلنا للمضي قدماً لتحقيق النجاح في مشروع قطر 2022، إن هذه السنين الإحدى عشرة كافية لتخريج جيل كامل من حملة الشهادات العليا والتخصصات التي تسهم وتساهم في إنجاح هذا المشروع الضخم، وايضاً بتقديم شريحة واسعة من الكوادر العاملة الفعالة للمساهمة في خدمة هذا المشروع، شريطة تحمل المسؤولية من الكل والنظر للأمر بعين الراعي له، إن ماتحتاجه قطر الآن هو تصدّر أبنائها والمحبين لها بتحملهم المسؤولية الكاملة للمضي قدماً بإكمال هذا الإنجاز كلٌ في موقعه ومكانه ومكانته، إن أولى الخطوات التي طبقت في السير الواثق لتحقيق الرؤية هي إنشاء لجنة قطر العليا 2022 ومن بين مادعت له تلك اللجنة أن قطر لن تتوقف، وإنما هناك قطر مابعد 2022، فأنتم أهل لها.

المتابعون