2011/06/28

إقلب .. وجهك


كل مافي الأمر أنه رجل يحمل في داخله همة أمه , قام بعمل رآه البعض سخافة ولكن سخافة على قدر عقولهم فقط , قلب صورته في مواقع شبكات التواصل الإجتماعي " تويتر وفيسبوك "  محتجاً على التعتيم الإعلامي والتغييب المتعمد لقضية البدون في الكويت , فوصل صدى ومدى ماقام به لحدود غير متوقعه , وأثر إيجاباً في كثير , وعرى فكر وعنصرية نصف شعب , أحمد الخليفي إحتج على شيطانية التعامل مع الإنسان , وتصنيف بشرية ووضعهم في خانة حيوانات الوطن العربي الضاله , كل ماقاله الخليفي أحمد " لقد كرمنا بني آدم " , فكانت هذه الكلمة كأنها جديدة الطرق على مسامع الكثير , ومن كان مؤمن بها قبلاً سلم لها طواعية منه , زلزل تلك النفوس الصلده التي كان لا أمل في تحريك غرانيت جمودها مقدار مليمتر واحد , فبعضهم إلتحق بركب المحتجين على الحالة الإنسانية المعدمة التي يمر بها جل الكويتيون البدون , والبعض طفقت عنصريتهم وبغضائهم لحد لا يحتمل فكان همهم أن يضعوا أيديهم على كويتهم وأن لا يعطوا أحداً منها وكأنها ورث لهم من أبيهم , فتمحورت مشاركاتهم بين أعطوهم حقوقهم الإنسانيه ويعيشوا بيننا بأمان , وبين يحق لكل إنسان أن يحيا بكرامة وحرية ولكن التجنيس فقط للمستحقين , مع العلم أن دولة بأسرها لازالت حائرة بمعيارية المستحق من عدمه , لي عوده على رأي هؤلاء فأحمد أهدى لي البداية التي تطول نهايتها.


كثير من الكتاب والمثقفين والأدباء شاركوا بحملة قلب صورهم , وقلت أن أكثرهم كانواً مع البدون قلباً فقط ولكن ضدوهم قالباً في كثير من المواقف , لست بموقف من يذكر الناس بسوء أفعالهم , جبلت على تجاوز عثرات الآخرين , ولكن إن عدتم عدنا , أهداف بينة واضحه المعالم من وراء حملة قلب الوجوه نجحت بكل المقاييس وحققت تلك الأهداف , فعاد الإعلام مجبراً رغم أنف فضائياته بتسليط الضوء من جديد على قضية البدون ومآسيهم , كل نجاح يتخلله غيره هنا وكمد هناك , وبحسن نية من بعضهم ظلوا مستمرين بحملة قلب الصور ليوم الجمعه والهدف من هذا التمديد أن تأخذ الحملة قدر حقها على حسب وجهة نظرهم , في كل نجاح لابد من متسلقين وكعادتهم هؤلاء يريدون أن يكونوا اصحاب السبق ,أهل المنه , ترزز في كل محفل , سارقي جهود غيرهم , فراغ وخواء , لرؤوسهم خوار من دوران الهواء في فراغ جماجمهم.


في اليوم الثاني لحملة قلب الصور خرجت دعوات لإعتصام أمام مجلس الأمة في ساحة الإراده , بحثت عن الداعي وأهدافه ومبدأ الدعوه لم اصل لنتيجه , فعللت تلك الدعوة لحسد النجاح , وأماني سحب البساط والظهور بالصورة كالعادة على ظهور الغير , منطقياً أقبل النقاش في دعوة لخروج تعبير عن الرأي ولكن بتحديد الأهداف ومعرفة الداعي وتحمله المسؤوليه وأن يكون ظاهراً للعلن بإسمه وكنهه , ولكن دعوى مبهمه وحشد الناس ولهم تجارب مأساوية في الخروج والتعبير إنتهت برصاصات مطاطية وقنابل غاز على بيوت العوائل الآمنه التي لالافتة لها مرفوعة ولا علم , وأجزم أن الداعي متلحف الديباج على نسمات الناشيونال البارده , أو لربما في ربيع مرتفعات جوية فوق خط مقياس غرينيتش , من يريد أن يخرج معتصماً ويدعوا الناس للنفور فليكشف عن نفسه وإسمه وليكن حاضراً بينهم وعلى رأسهم ويتسلم زمام قيادة مطالبهم وليقل إتبعوني لا تقدموا أمامي , إن لم يكن كذلك , فقولوا له ,, إقلب وجهك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون