أبطال ثورة التموين

لا أريد أن أحمل الناس فوق طاقتهم , ولا أكلف أنفسهم على أكبر مما تسع , ومارجوى من لاحيلة له إلا السلامة , السلامة في رزقه ومعاشه وحياته وأمواله إن كانت وبنيه , ثلاثة مواقع رأيت بها ماهالني , ولم أر من بين هذا المهول لعقلي ترجي السلامه , إنما قناعة ورضا وإكتفاء بهذا القدر , الأولى عندما أعلن عن بدء إستقبال طلبات إستخراج عقود زواج للبدون رأيتهم جموع تتجاوز الألف في كل يوم مستبشرين مهللين وهذا حق لهم أن تعلو جباههم فرحة بحق حرموا منه على مدى عقد وبضع سنين ولكن لايصحبه لاحمد ولا شكرولا قناعة ولا رضا , الموقع الثاني في إدارة المواليد والوفيات عندما بدؤوا بإستقبال طلبات إستخراج شهادات الميلاد للمواليد الذي عفى على طفولتهم الدهر وتجاوزو الطفوله ولامسو مراهقتهم , ومن هم في فئة سن الاشبال لشعب البدون والمواليد الجدد , لن ابالغ أن في اسبوع عمل واحد أي خمسة ايام وصل عدد المتقدمين كعدد تقريبي إلى سبعة آلاف متقدم تحسبهم سكارى من فرط نشوة فرحتهم , إسترقت السمع لحديث اثنين منهم أحدهم مخاطباً آخر : عقود زواج وشهادات ميلاد لعيالنا والتموين راح يفتحونه حنا بخير ونعمه , الله يزيد عليكم الخير والنعمه ولايحرمكم منها ودوام النعم شكر المنعم , أما التموين وما أدراك ما التموين , ساقني الفضول لمراقبة الوضع , فرأيت أمواج حمراء من الشمغ المصطفه وكأن على رؤوسهم الطير , يرى بريق أعينهم من كان على رأس برج التحرير , تشم رائحة السعاده منبعثة مع زفير أنفاسهم , وكأنهم هنيئة وسيسقون كأساً معينا. 

وكأن مآسيهم ومصاعبهم وأناتهم كانت عقد زواج وشهادة ميلاد و " خيشة عيش وقوطي حليب " , هذا عدا الخبر الذي سرب ولا تأكيد لصحته أن ديوان الخدمة المدنية سيقوم بإستقبال طلبات التوظيف لمن يحمل الشهادات الجامعيه والثانوية منهم , وصل عدد قتلى الفرحه إلى الآن خمسة آلاف والعدد في تزايد مستمر وعلى وتيرة مرتفعه , أن تستخرج عقد زواج وشهادة ميلاد لطفلك وشهادة وفاة لميتك وحصر ورث للورثه وحق العمل تسمى مميزات ؟ , لربما من أطلق عليها هذه التسميه هو على قناعة أنه يتعامل مع فئة كانت سابقاً لاتعد من البشر فإعترف بنصف آدميتهم وأعطاهم ميزات ترفع من قيمتهم عن الحالة التي كانو بها سابقاً , شكراً للميزات , ومرحبا بنصف الآوادم في عالمنا الآدمي , إقامه ممتعه نتمناها لكم بيننا , قد يظن القارئ أني اريد إستغلال هذه الأعداد في المواقع الثلاثة , نعم , كنت أتمنى أن هذه الجموع أن تتقدم بدعاوى وقضايا في المحاكم الكويتيه على من حرمهم وظلمهم وسلب حقهم وسبهم وإنتهك سمعة أنسابهم , إنكم مقيدون وفق القانون حسب مايدعي من يريد أن يلصق بكم التهم وينأى بكم عن المطالبه المشروعه لحقوقكم , إن التجاوزات التي أحصيتها على رئيس في جهاز تم إنشاءه وفق مرسوم صدر في2010 وصلت إلى الآن سبعة مخالفات وتجاوزات على أصل المرسوم الذي بموجبه تم تعيينه , هذا عدى 37 خطأ متعمد ومخالفة للائحة أو قانون أو مرسوم حاضره ولازالت معمول بها ضدكم وفي حقكم , أحصيتها وإمتلكت الدليل على ثبوتها , قد يقول الأغلبية منكم ومالفائدة المرجوه من التوجه للقضاء مع العلم أنه سيقوم برد ورفض كثير من القضايا التي سنقوم برفعها له , وأقول ومالفائدة التي تجنونها من قعودكم هذا وأنتم لاحيلة لكم , أليس يقولون أنهم يطبقون عليكم القانون , إلجئو لذات القانون الذي يطبقونه عليكم , وافسحوا للقضاء المجال في أن يكون شريك في الفصل بما يطبق عليكم , أعرف أن هناك أحكام صدرت بإسم صاحب السمو أمير البلاد ولم تنفذ على عهد اللجنة التنفيذية , ولكن كانت أحكام فرديه , ما أدعو له هو تحرك جماعي وشامل وتوجه كلي للقضاء بأن يكون طرفاً في النظر بقضية البدون ولايتحقق هذا الأمر إلا بأعداد مشابهه للتي تمايلت طرباً على " قواطي الحليب " , مقبول أن يقوم النائب العام برفض دعوى أو ردها او التحفظ عليها إن تقدم بها خمسون شخصاً , ولكن هناك نظر ورأي إن كان المتقدم بها 1000 شخص , في حديث لنا ونقاش دار بيني وبين أحد الأفاضل من وكلاء النيابه وكلهم فاضلون , في التحقيق في القضية التي أقمتها انا ومجموعة من الاخوه الشرفاء ضد نائبين وجريدة حول كلمة " كواولة " التي قيلت في حق البدون , قال سعادة الوكيل أن عدد المتقدمين في رفع هذه الشكوى لم يتجاوزالثلاثين لو أن العدد تجاوز رقم صعب لكان هناك اجراء آخر وطريقة إستقبال آخرى وإستنفار في العمل فقلت له وكم العدد الصعب قال مئتين فما فوق , فقلت له هل تعلم أن أغلبية البدون لايعلمون أن لهم الحق في التوجه للقضاء , لم يكن مندهشاً من ماقلت لأنه كان على علم بهذه القناعه عند الكثير من البدون , من طريف ماقاله لي إنه لو أننا أخذنا هذه الدعاوى وتوجهنا بها إلى أمانة مجلس الأمه فصدمته بأمر لم يكن يعلمه , أن قبل أكثر من سنة صدر قرار من من أمانة مجلس الأمه يحظر على البدون الدخول للمجلس.

أؤمن بنزاهة القضاء الكويتي ولكن لا أؤمن بالعدالة المطلقه لأي قضاء يرتكز على شريعة وضعيه , وأملك من الأدلة الكثيره التي تدعم أيماني بما اقول , أمر بسيط أذكره للتوضيح لهذه القناعه , جريمة ورد عليها عقاب في قانون الجزاء الكويتي وقانون المطبوعات وقانون المرئي والمسموع , وهي إعتناق مذاهب ترمي إلى هدم النظم الأساسيه في المجتمع , ناقشت وحاورت الكثير حول هذه الجريمه وحيثياتها والتثبت من وقوعها من عدمه الكل كان جوابه أنه يرجئ الأمر لتقدير القاضي في تحديد الضابطه , أي ان القاضي هو من يحدد وفق مايرى من ادله وشواهد أن هذا الفعل الذي إرتكب هل يدخل في جرم إعتناق مذهب " فكري , حركي , تنظيمي , قول , فعل " يرمي إلى هدم النظم الأساسيه في المجتمع , وهذا يعطي جهات التحقيق الأوليه الحق في توجيه التهمه إستناداً على لاشئ ويترك الأمر للقاضي , وهذا منافي للعدالة في تحديد الجرم و إيقاع الجزاء , ولكن في الجانب الآخر إن القضاء الكويتي يستند على ثوابت قانونيه واضحه حددت وفق أطر معروفه ومثبته , القانون يحدد لائحة العمل , والجهة المنفذه مطالبه بالتقيد وفق ماحددته اللائحه اي مخالفة لها يدخل في حق التقاضي إن كانت تلك المخالفه تسبب الضرر البين للشخص من جراء هذه المخالفه , هذا ما أسعى إليه واصبو.

أي كاتب وجريدة وصحفييها , أي تصريح لمسؤول في موقع عمله أو قرار ينفذ لم يستند على لائحة وقانون , اي شخصية إعتباريه , أي شخص ذو نفوذ في قضيتكم , يحق لكم مقاضاته , وهناك من يراقب هؤلاء وأفعالهم , أنتم وأنا اصحاب حق مهدور , فلنلجأ للقضاء ليشارك في إستعاده ماسلب منا.

كنت أتحدث لبعض الأصدقاء حول البدء في رفع دعوى قضائيه حول أمر يخص البدون وشأنهم , ومزجت الشرح ببعض إستفزاز وإستنفار الهمم في المشاركه فقال أحدهم " الله يحييه " نترك عيالنا واشغالنا ونقعد بالمحاكم نرفع قضايا ونتابعها وآخر شي يرفضونها , " لاطال عمرك إشبع عدس " , مجموعة من الشرفاء تقدموني وهم أهل للرياده برفع القضية إياها ووجب علي شكرهم والتفاخر بهم والإعتزاز بهم , إن عددكم قليل ولكن كثير فعلكم ظهر , أقلها أن أحد المشكو في حقهم خرج وصرح أنه لم يقل هذه الكلمه في حق البدون , الرجل بيني وبينه الله إن كان صادقاً ولكن أأخذه على حسن المحمل , ولكن أذكره بأنها المرة الأولى التي ينفي بها قول له في حق هذه الفئة من بين الكثير مما قاله , أما صاحبه فلم أسمع له اي خبر عن البدون منذ ذاك الحين , أما المشكو في حقها تلك الجريده فيكفي ماسطره أحد كتابها في محاولته لتصحيح الموقع وتداركه في أن الجريده قصدت بذلك اللفظ ونشرته هو البعض من البدون وليس جميعهم , لاسيما أن الخطاب في كل الصحف تغير نحو هذه الفئه , إخواني القلة الذين قابلتهم في قصر العدل أتشرف بمصافحة بيض اياديكم فخراً بكم , أما الناشط في قضية البدون الذي عرف عن نفسه لي في بوابة قصر العدل الذي طلب مني نسخه من الدعوى فقلت له انها عند الطباعين يستطيع الحصول عليها , قال انه سيقوم هو وجماعته بما انه امين لهم بمشاركتنا برفع الدعوه , ومن ثم إتصل علي بعدها بنصف ساعه وقال أنه سيقوم ببحثها هو وأحد محامين جماعته ليتثبت من قانونيتها , مع أني أخبرته أن مكتب النائب العام أخذ الدعوى وهذا دليل على قانونيتها , وهذاك وجه الضيف.