2011/02/12

خمس عجاف


أعيروني أعينكم ياساده حتى أرش بها من حروفي مايجعلكم من المقربين الذين سأسمح لهم بدخول ثنايا هذا العقل ولكن سأضع لكم خارطه وعليها تسيرون فليس كل مايحوي هذا العقل هو لكم , فقد خصصت لكم ما إن تقوم بجمعه حواسيب ناسا لإحتاجت إلى أكثر من 100 نانو بايت , والباقي لشؤون أخرى , سنشرع اليوم في قياس وحساب ساعات وأيام وسني الظالم والمظلوم , فنرى شدة وقعها على قلب المغبون , وسفاهة مرورها وإلتحاقها بالماضيات من أخواتها من الأيام الباليه على قلب الغافل , زين العابدين بن علي قال في خطابه الأخير " أنا فهمتكم , أنا فهمتكم , أنا فهمتكم وسأقوم بالسنتين المقبلتين بإصلاحات تحقق أمانيكم " , محمد حسني سيد مبارك " غنى وأنشد في طلته الأخيره وهو بمنصب الرئيس قبل أن ينتزع منه هذا الشرف الممتد لثلاثة عقود " سأقوم بترجمة هذه المطالب في تعديلات دستوريه تؤتي أكلها في الأيام المقبله " فالأول بقى 23 عاماً ولم يقف يوماً في هذه الأعوام على أقل ما يطلبه أفقر فقير في شعبه فاستجدى منهم سنتين حتى تنتهي ولايته ولكن لم يمهلوه أما الثاني فكان اقل من سابقه طمعاً في إستجداء تلك الفرصه فأراد الرجل أياماً معدودة فأبى شعبه وماطغى , فما حصيلة فخامة الرئيسان , ظنهم بأن هناك متنفس بين لهيب الإنفجار الذي أحدثوه , وعلى هذا فقس , ولم يفطن هذا ولا ذاك إلى أن يوماً جديداً في تجرع الظلم على ناقله وحامله على كاهله هو أقسى من تلك الوعود الآجله بالإصلاح , بنقلة سريعه وتحويل لما تقرؤن سآخذكم لصاحب وعد تغنت له أصوات البعض طرباً وأشارت له البنان كأنما يشار إلى المنقذ بين عباد الله من مشكلة أزلية رافقت تطور دوله , قال السيد صالح الفضاله أنه وبعد خمس سنوات لا يوجد بدون في الكويت , لن أقيس على المثالين السابقين لأن أول من إعتمد القياس هو إبليس حين قال خلقته من طين وأنا خلقتني من نار وشتان بين نارنا وطينهم , ولكن سافكر بصوت عال , في تلك الخمس العجاف التي ستأتي بعدها السنين السمان , في خمس سنين , كل يوم وفي كل صباح مشرق أو غائم على حسب الفصل الذي ستعيشونه ويعيشه ,  يفيق من نومه في بيته الذي يملكه من حر ماله أو التي أعطته الحكومه ولا ننسى أنه بلا شك "بروة البيت" في إحدى الخزائن في ركن من أركان هذا البيت , ويركب سيارته التي هي بلا شك مسجلة بإسمه لأنه إشتراها من حر ماله , متوجهاً إلى مقر عمله الجديد , وهو الجهاز المركزي لمعالجة اوضاع المقيمين بصورة غير قانونيه , يدخل باب هذا الجهاز فتدق الأقدام في الأرض وترتفع الأيدي محييه لذاك الذي صدر بإسمه مرسوماً أميرياً , يتوجه لمكتبه ويعقد إجتماعه السبعين مع أعضاء جهازه المركزي لوضع الآلية المناسبه لصرف شهادة الميلاد وشهادة الوفاة للمواليد والوفيات من البدون , يتغير الطاقم , فيجتمع مع قادة في وزارة الداخليه , فيرقم إجتماعهم ولقائهم باللقاء التاسع والثمانين لبحث هيكلة وآلية لا تدخل التخبط في قاعدة معلومات وزارة الداخليه في إمكانية السماح للبدون بتسجيل ملكية السيارات التي يشرونها بحر مالهم , وتمر الأيام تلو الأيام وكل إجتماع يخلفه آخر , إلى أن يقضى ذلك الجهاز من الأيام وطراً , على النقيض , وفي الجهة المقابله , نجد أن خمس سنين زدناهن إلى خمسين آخريات على قلوب ذبلت من الحرمان , سأنسى نصف قرن وسأتذكر تلك السنون وأفعالها , كم سيموت فيهن من البدون الذين حرموا حقوقهم , كم منتظر فيهن يتجرع مرارة سلب الحق الإنساني , كم مغضوب عليه سيولد في هذه العجاف الخمس , سآخذ مثالاً واحداً وسأشرح به حال المنتظرون , يصحو فجراً وأول مايدور في خلده وقبل حتى أن يقول لا إله إلا الله , كيف به وبقي على الشهر ونهايته خمسة أيام , ومالك هذا البيت الذي هو مستأجر منه ملحقاً يريد حقه , يجمع أطفاله ليوصلهم لمدرستهم التي تكفل بدفع مصروفات تدريسهم بيت الزكاة , فأول ما يراه صباحاً هو صدقة الناس عليه , ومن ثم ينطلق في رحلة البحث عن "العبري" الراكب الذي سيقله من هاهنا إلى هناك ليأخذ منه أجر نقله , وتبدأ رحلة الجهاد في الصرف على من يعيلهم و خير الجهاد " المكده في سبيل إطعام أفواه فغرت جوعاً " , وفي طريقه توقفه إحدى دوريات المرور لمخالفته لقوانين المرور في تحميل الركاب , فيرجع إلى بيته وهو كظيم , ويصطحب زوجته إلى المستشفى لمراجعة طبيه في أمراض النساء والتوليد , فتدخل هذه المغضوب عليها على الدكتورة التي تتابع حالتها , فتقوم بدورها بطلب ثلاثة تحاليل وقيمة كل واحدٍ منهم 30 دينار , والحسابه بتحسب , ولاننسى الدينارين , فلولاهما لصار خسف في ميزانية مقدارها 30 مليار دينار سنوياً , وعلى هذا الحال حتى تأتي تلك الأيام على بعضها وموعدنا الجنه.

فذاك على الأرائك هو وزملائه متكئون
وهؤلاء في سعير وحميم ومعيشة ضنكا.

كتبت هذه المقال خصيصاً لمجموعة حق البدون في الكويت في الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون