نشرت هذه المقالة في يوم السبت 1/1/2011 في جريدة الحقيقة الإلكترونيه
زاوية خارج السرب
"ريس شعبي"
زاوية خارج السرب
"ريس شعبي"
صحيح أن الديمقراطيه الحقيقيه تعتمد بممارساتها على الأسس الثابته والمتأصله التي تكفل أن "لاحكم إلا للشعب" , ومن تلك الأسس أن يكون رئيس وزراء تلك الحكومه الديمقراطيه هو الممثل للأغلبيه الحزبيه الممثله لإختيار الشعب في البرلمان , وعلى ضوءها تشكل الحكومات , وتراعي المحاصصه في التشكيل حتى ترتقي للتكامل السياسي والتوافق المرضي لجميع الأطراف , والمحاصصة يراها البعض شر لابد منه فقط لضمان حقوق الأقليات وعدم تهميشها بإختيار ممثليها في تلك الحكومه, ومن تلك الأمثله للحكومات الديمقراطيه التي إعتمدت تلك النظريه هي الحكوميه العراقيه الحاليه والتي سبقتها , ولكن هناك سؤال ولو أنه يغضب البعض , هل نتاج تلك الديمقراطيه العراقيه هي فعلاً ديمقراطيه حقيقيه ؟! , يعلل البعض أن الخلل في النظام الديمقراطي وعدم ملائمة للفكر الإسلامي , والبعض الآخر في الممارسه بحد ذاتها , والبعض يعلق فشل ذلك النظام الديمقراطي البحت على شماعة جهل الشعوب , وانا مع الرأي الأخير , شعوبنا العربيه من خليجها لمحيطها مازالت حبيسة ذلك الموروث الفكري القديم وهو كل مخالف لرأئي هو عدو لي ولو كان ذلك الإختلاف في جزئية عندها انت عدو في الأولويات , وقد أشرت لهذا الأمر في مقالات سابقه , مايهمني وما أريد إيصاله عبر هذا المقال , أننا مازلنا نعاني من أدلجة الفكر ولم نتحرر في خياراتنا فلازلنا نسير على تلك النظريه الهاويه , وآخر منى المطالب ونيلها سرابا , رئيس وزراء من عامة الشعب , ولايتحقق هذا إلا بما هو أمر وأشقى , إعلان الأحزاب السياسيه , وستكون عليكم وبالا , هل سيكون الريس الشعبي من أصحاب اللحى الطويله والدشاديش القصيره ؟ عندها هو وحزبه الحاكم هل سيعتمد على الدستور كمسطرة للسير عليها ووفق أحكامها أم سيسعى إلى إخراج المشكرين من جزيرة العرب , وهداية كل مخالف له , أم سيكون الريس الشعبي من أصحاب العمائم السوداء والبيضاء , وعندها سينبذون كل ناصبي , وسيتبرئون من كل مترضى على قتلة أئمة أهل البيت , هل سيكون ريسكم ليبرالي وعندها سينقض قانون إعفاء لحى العسكريين , ويتقدم بإقتراح بقانون يسمح بالزواج من خالاتك وعماتك وجداتك , على حسب ماتعرفون من الليبراليه أنه فكر منحل , هل سيكون ريسكم وحزبه الحاكم من أعدائكم أصحاب الدماء الزرقاء والحمراء والفسفوريه من يهتمون فقط بملئ كروشهم بمناقصات الدوله والمال العام على حد زعمكم وقولكم , لنعد للواقع قليلاً, إجتمعنا وأتفقنا ,على أن نتفق ونجتمع على أمر واحد فقط "أن رئاسة الوزراء وولاية العهد ومسند الإماره هي للأسره الحاكمه" لأننا أتفقنا عليهم على رغم خلافاتنا , ومازاد إتفاقنا وإجتماعنا عليهم أنهم سارو على نهج واحد ورؤية ثابته منذ عهد حكم جدهم الأول صباح أبوسلمان غفرالله له , وهو " وقوفهم على بعد خطوة واحده من الكل" فلم ينحازو لطرف دون الآخر , دائماً ما رجحو الحياد بين فئات شعبهم , إعلموا أن فقط مصطلح رئيس وزراء شعبي سيزيدكم خلافاً أشد مما أنتم فيه , فاحمدوا الله على ما أعطاكم وأولاكم , ولاتشرأب أعناقكم لأمر لستم أهل له , وزد على هذا أن إختيار سمو رئيس الوزراءهو حق أصيل لصاحب السمو الأمير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق