2010/10/24

حكي فاضي

نشرت هذه المقاله بجريدة زووم بتاريخ 24أكتوبر2010
المباهلة سلوك تعبدي يستقي استمراريته وشرعيته بنصوص مقدسه من القرآن الكريم , ولكن أقترن هذا التعبد بضروره حتميه مفصليه في خصم الأمور وهو أنه الفيصل بين إدعاء الحق والباطل , وتسقط أولويته لا شرعيته في أغلبية النزاعات إلا التي كان أساسها التضاد في الوحدانيه ودعوى كل طرف بأنه على المعبود الحق , وخير مثال وعبرة وعظه هو ماجرى بين المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ونصارى نجران فكان آخر العلاج المباهلة لإثبات أحقية رسالة المصطفى في عبادة الخالق الواحد في وجه تضاد وتضارب المعتقدات السماويه المحرفه والوثنيه ودعواها , تلك كانت ضرورة ملحه لتأكيد مصداقية دين منقذ أمه , وإبطال دعوى كذاب أشر معبوده عاطفته , فما كان من رب النبي محمد صلى الله عليه وآله إلا أن ينصره لإطلاعه على الضروره التي تحتمت من جراء هذه المباهله , فما باهل سيدي وشفيعي ومنقذي وقدم أبنته وصهره ووولديه إلا ليفقأ عين باطل بأصبعه الحق. 
خمسة عشر يوماً مضى بالتمام والكمال على مباهلة محمد الكوس وياسر الحبيب , فلا مات الأول ولا ضربت الصاعقة الثاني , كل الأطراف المتراميه للمذهب الشيعي أعلنت أن ياسر لايعد ممثلاً لآرائها ولا قناعاتها وبعضها أعلن مخالفته في المعتقد وأنه لا يمثل إلا نفسه , وأغلبية الفرق السنيه إلا نزائع منهم أعلنت أن محمد الكوس لايمثل إلا نفسه , إذن كل مافي الأمر أن الأثنان تباهلا ليثبت بعضهم للآخر من هو على الحق ومن هو على الباطل , وذاك أدعى بثلة هم في النار والآخر أدعى أنهم في الجنه , وكل منهم إنبرى لحوله وقوته في دعواه من حول الله وقوته "لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم" سؤال يطرح نفسه ويفرضه العقل في زمن قلة العقل , ماهي فائدة هذه المباهله إن كان كل منهم يمثل نفسه؟لايمثل مذهبه ومالدعوى من إقامتها إن كانت محصورة بإعتقاد شخوص لاتجتمع عليهم أمه , لاشئ. 
النتيجه الطبيعيه والبديهيه ومصداقاً لما جاء في الآية الكريمه "مَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ" لكي أعرف من هو على الحق ومن هو على الباطل فلابد أن تقع لعنة الله على الكاذب منهما ولا أقبل بسواها , إن مات محمد الكوس أو حلت عليه اللعنه ولابد أن يكون عقاباً ظاهراً جراء كذبه أتمنى أن لا يعلن الشيعه إنتصارهم وإنتصارعقيدتهم لأن المنتصر لايمثل إلا نفسه كما قالوا , وإن مات أو قتل أو نزل به عذاب أليم ياسر الحبيب ولابد أن يكون عقاباً ظاهراً جراء كذبه أتمنى أن لايعلن السنه إنتصارهم وإنتصار عقيدتهم لأن المنتصر لا يمثل إلا نفسه كما قالوا ,أما وإن فعلتم فما أنتم إلا منافقون تقولون مالا تفعلون , أما إن كان أحد طرفي المباهله هو يمثل طائفة من الطوائف الإسلاميه فأتمنى عليها أن تعلن عن هذا الأمر حتى إذا وقعت واقعة بأحدهما ننسب الحق للناجي منهما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون