2010/09/26

كلام في الممنوع


نشرت هذه المقاله في جريدة زووم بتاريخ 27 سبتمبر 2010


عقد من أيام عمري قضيته في مناقشة الطوائف الإسلاميه لمعرفة الإختلاف الفقهي والعقائدي ومعرفة المدراس الفكريه التي أسسها أئمة المذاهب التي تتبع من قبل المسلمين. 






قبل مايقارب الخمس سنوات كنت في نقاش مع أحد الأخوه المعتزله حول سيرة إبن أبي الحديد فدخل على خط النقاش طرف ثالث حول سياق الموضوع الى منحى آخر مما جعلني أقف عاجزاً عن التعمق معه في هذا النقاش لفقر مخزوني الثقافي عن مايطرح وللأمانه الرجل كان يطرح آرائه وقناعاته عله يجد القبول من أحدنا , ولكن لعمق القاعده الفكريه الراسخه لي ولصديقي المعتزلي لم نتأثر بما قال ورددنا عليه حجته بما هو يؤمن , الرجل كان من الملحدين المتبعين للنظريه الماديه أو حسب مايطلق عليها نظرية "bing bang" الإنفجار الكوني , يعلل المعتقدون بهذه النظريه أن بدء الخليقه كان سببه الرئيسي هو التصادم الكوني للأجرام والكواكب الكبرى فتطورت هذه الكواكب على مر مليارات السنين ومن ثم تحولت من الكتله الإنصهاريه تدرجاً الى برودة القشره العليا للكواكب فتهيأ الجو المناسب بالذات على كوكب الأرض بسبب التغير المناخي من حالة الحراره إلى البرودة مما خلق جواً مناسباً لنشئ الذره من اتحاد مكونات الطبيعه مشكله أول مخلوق وهو الذره الأحاديه. 

بكل بساطه نقض هذه النظريه هو بما يعتقد علماء الطبيعه الملحدين "الطبيعة الأم عقيمه" 
لولا معرفتي بآراء علماء الجيولوجيا من الملاحده لما أستطعت أن أرد عليه نظريته لأنه لم يعتنق أي دين حتى يرتد عنه , ولايعتقد بأي خالق لهذا الكون , فقط يستند على النظريه العلميه في التكوين, معتقدات بدأت تروج وتسوق لمبادئها لجذب متبعين لها في العالم الأسلامي ومن بينهم الملحدين والغنوصيين وعبدة الشيطان , أسمع وأرى أنه تشكلت لهم قاعده في مجتمعنا , ولجهل منا في كيفيه الرد عليهم ومعرفة الفكر الذي ينتهجونه ومبادئهم المعتقديه , نجد الكثير من شبابنا لايعرف من الرد على هذه العقائد الغازيه سوى "يالكافر يالمشرك عليك من الله ماتستحق" طيب وبعدين "وش استفدت أنا" , وضعنا أنفسنا في زاوية الحجر الفكري وقيدنا تلك النعمة التي من الله بها علينا من التفكر , لو أننا شعب يسمح لأبناءه بالأطلاع على العالم من حولنا لأستطعنا أن نجابه العالم بعلمه والجاهل بعلمنا , ماجدوى أنشاء معرض للكتاب ومنع الكتب في هذا المعرض , ما أعرفه وأستقيته من أغلبية المثقفين أن الملتقيات الثقافيه هدف أنشائها هو لكي تطلع على العالم من حولك وتقرأ مايخالف لك ولقناعتك لكي تستطيع أن ترد على المخالف بنفس السلاح "القلم" , معرض للكتاب ولاينشر به ألا ما أنا مقتنع به , لا أعلم ماهي الفائده المرجوه من معارض كتلك سوى تقييد للعقل وللفكر , ومادمنا على هذا الحال لن نصبح أمة ننهض بمثقفينا وعلمنا. 

لو كنا من مشجعين تنمية العقول لأستطعنا تأليف عشرات الكتب للرد على من أفتى برضاع الكبير , ومن أفتى بهدم الحرم المكي وبناءه من جديد بدعوى عدم الاختلاط 
لو كنا نقرأ ونتعرف على فكر الطرف المخالف لما وجدنا في هذا القرن متحجرين ألى الآن يتهمون الشيعه بأنهم يرمون شرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالفاحشه , أجل الله رسولنا وأمهات المؤمنين , ولما وجدنا منقرضين يتهمون أهل السنه باستخدام الكرمبج والبطيخه و, و , و , الى آخر الأسرائيليات. 

بحسب ما أنا مقتنع لا أرى من هذا المعرض وماسبقه والسابقين له سوى بروتوكول وبرستيج مفاده " ترى حنا ناس مثقفين وعندنا معرض" , وابوك للجنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون