2010/09/25

سادة السلق


نشرت هذه المقاله في جريدة زووم بتاريخ 18 سبتمبر 2010

المنطق السائد حالياً والطاغي على أغلبية القناعات التي يعبر عنها أصحابها هو كالتالي , سواء إمتدحت الوزير الشيخ أحمد الفهد رياءً أو من باب شكر المخلوق هو شكر الخالق أو الإشاده بماينجز حتى إن كنت مشيداً ومادحاً بتجرد والنية كانت هي ذكر محاسن عباد الله فالحكم الصادر بحقك في كل الحالات أنت "فداوي" , أما إن تهجمت أو إنتقدت ولايهم نوع الإنتقاد بناءً كان أو لمصلحة , لشخصه أو لأداءه , يشار إليك بالبنان بأنك " معارض " والمتصدي للفساد بأنواعه وأشكاله وصاحب الكلمة الصادقه , والفكر المستنير , ونبراس الرشاد , وحامي الحمى , والمدافع عن حقوق الشعب.
الوسطيه والإعتدال في الحكم على الرأي والقناعة في نقطة معينة بذاتها يتم طرحها معدومــــــــه , أبيض أو أسود , مع أو ضد , معاهم ولا علينا , منطق منفر لكل من يريد إبداء رأيه بأريحيه متأملاً إيصال الفكره المرجوه من شكره أو نقده , لكنها بذات الوقت مفيده وذات مردود ضخم للباحثين عن المواقف الصفراء والمصطادين في المياه النتنه.
بما أني من فئة "الحمدلله إنا عايشين وكيس الخبز بخمسين فلس" فلايحق لي أن أنتقد الأداء ولا أن أمتدح الأفعال أما إن تجرأت وفكرت مجرد التفكير فسيكون مصيري " أسرع طريق يودي مايجيب" , أما غير ماذكرت فلي رادع من نفسي يمنعني من إنتهاج هذه الأفعال لكرم خلقي.
كلما صرح الشيخ أحمد الفهد بحكم مركزه الوزاري أو ظهر في نشرات الأخبار مبيناً أو موضحاً لمشروع أو موقف حكومي إنتفضت الأبدان وتجردت الأقلام وأنطلقت الألسن وإنساب نهر المعارضين وأرِزو وكان على رأسهم أعضاء مجلس الأمة "وأشتغلت رحمة الله" فهذا مشكك وذاك معارض وذاك ينفي وذاك يشجب , كان تصريح الوزير الفهد هو أننا أنجزنا 25 بالمئة من خطة التنميه , الرجل قال ماعنده , وأنتم يا أعضاء مجلس الأمه الكرام تملكون أدواتكم الدستوريه للمحاسبه والرقابه والتشريع , حاسبو الرجل إن كان مخطئاً.
وقارنو بين ماأنجزته الحكومه وخطتها التي قدمت إليكم وأطلعتم عليها وأقررتم ميزانيتها في الجلسات التي سبقت العطلة الصيفيه , تصريح الخمس والعشرون بالمئه لم يترك ولم يذر صحيفة أو كاتب عمود إلا وأغلبهم منتقد معترض ويامحاسن الصدف بين إعتراض نائب من الخمسين ومليون كاتب مقاله"توارد خواطر".
إلى المعترضين دائماً أنتم من أوصلتموهم لمنصب التكليف رسماً التشريف جوهراً وفعلاً , بينما هو تكليف جوهراً ورسماً , فليقومو بواجبهم المناط بهم والمتحتم عليهم لأصلاح الإعوجاج إن وجد برأيكم ورأيهم , وليرضو ضميرهم وليبرئو ذمتهم وليكشفو مكامن الخطأ إن وجدت بحسب تصورهم وتصوركم , وإلا فلاحاجة للنواح والعويل والنوح والدعاء بالثبور " واللطم والدق على الجلاوي" , الرجل قال كلمته فقولو كلمتكم , حرية التعبير غير مكفوله لي لأسباب عده ولكنها مكفوله لكم بحكم الدستور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون