2010/12/17

ماذا سيأتي بعد؟

مقال "ماذا سيأتي بعد؟" نشر في جريدة الراي بتاريخ 13ديسمبر2010

المبدأ السائر عليه قادة العمل السياسي والشعبي، بل وحتى من أتى زائراً وشرب من ماء هذه الأرض، هو «غالي دامك قدام عيني» فلو رجعنا الى منتصف الشهر الفضيل المنصرم وإلى ما قبل أسبوعين لوجدنا كماً هائلاً من الدوامات التي دخلنا، منها نعرف الاتجاه الذي دخلنا منه، ونخرج في اتجاه لا نعلم موقعه، وحتى أجهزة «Gps» لم تستطع تحديد موقعنا. كم مشكلة أعقبتها كارثة أثيرت ونادى بها المنادي، وصرخ بها الصارخ، وشجب واستنكر المعارض، وأيد المستبشر، حلول وضعت وإجراءات أعلن أنها ستتخذ، ولكن واقعنا السياسي هو ما ذكرته سابقاً من المبدأ ذاته، نسمع وقع خيول المشكلة المقبلة فتمر أمامنا جحافلها، ونلتفت بوجوهنا ونرى فلول جيوشها وقد تركت خلفها غبرة وعتمة ونحن ما نزال نبحث عن الحل لمواجهتها، أثيرت قضية ياسر وما تبعها من أعاصير عصفت، مع أن ما قاله هو شريط مكرر لاحتفاله المزعوم، وللعام الرابع من تلك الذكرى، فتعالت الأصوات واقيمت الندوات ومنعت، وتوحد المطلب بسحب الجنسية، والغريب في الأمر أنه إلى هذا اليوم لم أجد متابعة لهذه القضية ممن كان سبباً في إثارتها في ملاحقة الجاني.
مانشيت يفيد أن الحكومة ستحاسب وزراءها بعد العيد، وإلى هذا اليوم ننتظر تلك المحاسبة وعلى ماذا سيحاسبون، هل على تصريح الوزير بصرف راتب شهر أغسطس قبل رمضان، وراتب شهر سبتمبر قبل العيد، ومن ثم قام بنفي تصريحه بعدها بأيام معدودة، أم المحاسبة على تصريح الوزير بوجوب فرض الرقابة على شركات الاتصالات الثلاثه واحتساب تكلفة المكالمة بالثواني. وهلم جراً فكلما انصب اهتمام سياسيينا وممثلينا والمستأمنين على مصالحنا في أمر وأثير غيره طبقوا مبدأ «غالي دامك قدام عيني» منحوا المستحدث اهتمامهم وتجاهلوا ما صوروه لنا أنه نهاية عالمنا، وتركوا الحبل على مقدم السنام، وآخرها وليس أخيراً هو الحل المرتقب والشامل والحاسم لقضية البدون، والتصريحات والتسريبات والتلميحات من الإعلام، ووعود بندوة علنية من الرئيس التنفيذي للجهاز المركزي بعد العيد لتوضيح وتبيان تلك الآلية التي ستعتمد في حل تلك المشكلة، وجاء العيد وذهب وما شفنا لا ناطور ولا عنب، فأتبعها اهتمام بمشكلة غاز الأحمدي والمنكوبين من تداعياتها فنسوا أو تجاهلوا البدون وحلهم، فأعقبتها اللحوم الفاسدة، إلى أن انشغلنا بتمييز الانبطاحي والمحامي عن الدستور والمتواطئين عليه وحصانة المسلم والاستقالة الجماعية وما تلى ذلك من أحداث ما زالت مستمرة وساخنة، ولكن ثقوا بأن جديداً سيطرأ سينسيكم ما تنشغلون به حالياً.
*
تراقصت قلوبنا فرحاً ولولا هذا القفص من الضلوع المعوجة لقفز خارج أجسادنا، بنيل الغالية قطر استضافة كأس العالم 2022، هنيئاً لقطر نجاح مسعاها، وهنيئاً لقطر إصرار وصدق ودأب قياداتها، وهنيئاً لقطر انجازها، ألف مبروك لها ولقائدها وحكومتها وشعبها، وألف مبروك لنا... فكلنا قطر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون